الدكتور سعد بن عطية الغامدي من الرياض، الشاعر المعروف، أرسل قصيدة موحية حافلة، ومن الوفاء أن أذكره ليحصل على دعوة في هذه الليلة المباركة، وقد عرفته، وقد سافرت معه إلى بعض البلدان؛ فوجدته شهماً وداعية وصاحب غيرة، أسأل الله أن يحفظه ويثبته، وقصائده لها طعم خاص، وآخر قصائده في اليمامة عن سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، وهذا هو المسلم الذي يهتم بقضايا الإسلام، بفكره وماله ودمه وقلمه ليكون ولياً لله ومن أنصار الله.
أرسل رسالة فيها قصيدة أبياتها أخاذة موحية من أروع القصائد، بل هي تعادل أروع قصائد المتنبي، يقول دامت لسانه:
دهتك هموم فانتظر فرجاً غداً كريم السجايا طاهر الثوب سيدا
وخانك من لم يحفظ الله ساعة ولم يعرف المعروف يوماً ولا الندى
وغر أخ السوء القديم احتياله وأن له مجداً قديماً وسؤددا
فأهوى إلى الحصباء يلتقط الحصى عليك ويهوي للنذالة مزبدا
وهذه في جريدة المسلمون، وهي طويلة، ولكنها من أمتع ما قيل، وهي على وزن قصيدة المتنبي التي يقول فيها:
لكل امرئ من دهره ما تعودا وعادة سيف الدولة الطعن في العدا
هو البحر غص فيه إذا كان ساكناً على الدر واحذره إذا كان مزبدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
لكن شتان ما بين الدكتور/ سعد بن عطية والمتنبي، فـ سعد بن عطية الغامدي فاضل صاحب مبدأ، مؤمن، يعيش لقضية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتنبي يعيش لقضية إمرة، يريد أن يكون مسئولاً في مقاطعة من المقاطعات، ويموت تحت كرسيه، وهذا ما حدث:
ألا بلغ الله الحمى من يريده وبلغ أكناف الحمى من يريدها