يقول محقق رسالة شرح الصدور بتحريم رفع القبور الشيخ العلامة محمد بن حامد الفقي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، يقول: وإن من أنواع الإفك وباطل أهل القبور الذي يخدعون بها الطغام يزعمون أن ذوات الأنبياء والأولياء ليست من جنس ذوات بقية البشر، إذ أنهم بهذا يدعون بهذا إفكاً عظيماً أن الأنبياء والأولياء هم النور الذي انبثق وفاض من الله سبحانه وتعالى، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، وعلى ذلك يقول أولئك الضلال: إن ذوات الأنبياء وذوات الأولياء اكتسبت خصائصها المضيئة وصفاتها من الحياة الدائمة التي لا يعتريها ما يعتري بقية الخلق من الفناء والبلاء، وهم يزعمون أن الأنبياء والأولياء ما ماتوا كموت البشر بل انتقلوا انتقالا، وأنهم أحياء يسمعون ويبصرون ويقدرون ويعطون كل ما يطلب منهم ويقضون حاجات السائلين ويستجيبون دعاء الراغبين وأنهم بذلك النور الذي فاض من الرب بزعمهم الفاجر وباكتساب هذه الخصائص والصفات الذاتية أصبحوا وسطاء بين الله وبين خلقه، أصبحوا واسطاً بين البشرية والربوبية، فمن ثم اتخذوهم وسطاء بينهم وبين ربهم، أو على زعمهم واعتقادهم الفاسد بينهم وبين أبيهم الذي انبثق نورهم منه، فهم بذلك يعتقدون أن الأنبياء والأولياء بعد موتهم يتصرفون أو في حياتهم يتصرفون في ملك الرب، ويتصرفون بما يشاء من خفض ورفع وقبض وبسط وإعطاء ومنع وإجابة أمور لا يقدر عليها إلا الله.
بل هناك أمور لا يسألها بعضهم من الله بل يسألها من صاحب القبر في ظنه أن مثل هذه لا يقدر عليها إلا صاحب القبر وربما أن الله لا يقدر عليها! تعالى الله عما يقول الظالمون! بل يقول الشعراني وهو من طواغيت الصوفية من طواغيت الحلولية من طواغيت الاتحاد، يقول الشعراني: إنهم يتحكمون في الرب ويقهرونه.
تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وهذه عقيدة الصوفية الوثنية في كل أوليائهم من الجاهلية الأولى والثانية يسميها لهم الشيطان في كل وقت بأسماء يخدعهم بها ويروجها عليهم لأنهم مقلدون تقليداً أعمى {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179].