فيا شباب الإسلام، ويا أمة الإسلام! عودوا إلى الله الذي هو غنيٌ عنكم ويتودد إليكم، ويتقرب إليكم، يقول الله جل وعلا: (إذا تقرب إلي عبدي ذراعاً؛ تقربت إليه باعاً، وإن جاءني العبد يمشي؛ أتيته هرولة، وإن لقيني بقراب الأرض خطايا ثم لقيني لا يشرك بي شيئاً؛ لقيته بقرابها مغفرة) ذلك فيما سلف والله يعفو عنه، ذلك فيما مضى والله يتجاوز عنه.
فعاهدوا الله من هذا المكان، في هذه الساعة، وفي هذه اللحظة، عاهدوا الله جل وعلا، عاهدوا الله على ترك الذنوب والإقلاع وترك الإصرار على المعصية، فإن الله غفور رحيم، وهنيئاً لعبدٍ تاب إلى الله، في الحديث: (أن الله جل وعلا يجزي عبداً من عباده يوم القيامة والخلائق في الحشر واقفون، والناس ينظرون فيدليه الله جل وعلا ثم يكشف له سجله يقول الله: عبدي أتذكر ذنب كذا في يوم كذا، في مكان كذا؟ فيقول: إي يا ربِّ والله أذكر، فيقول: أيا عبدي! أتذكر كذا، في يوم كذا، في مكان كذا؟ فيقول: إي والله أذكر، فيقول الله جل وعلا: يا عبدي! -تغمده الله برحمته، وأدركته التوبة- فيقول: يا عبدي إني غفرتها، وجعلتها حسنات، فيقول العبد: يا ربِّ إن لي ذنوباً ما رأيتها، أين هي؟ طمع العبد أن يراها حتى تجعل مع حسناته، وحتى تقلب من سيئاتٍ إلى حسنات، عند ذلك يبتسم الجبار جل وعلا، وعند ذلك ضحك النبي صلى الله عليه وسلم) أو كما جاء في الحديث.
فيا عباد الله! توبوا إلى الله، الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك: (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) فالجنة قريبة إليكم يا عباد الله! والجنة سهلة ميسرة.
يا سلعة الرحمن لستِ رخيصةً بل أنتِ غاليةٌ على الكسلان
يا سلعة الرحمن كيف تصبر الخطاب عنكِ وهم ذوو إيمان
يا سلعة الرحمن سوقكِ كاسدٌ فلقد عرضتِ بأيسر الأثمان
يا سلعة الرحمن سوقكِ كاسدٌ بين الأرامل ثكلة الحيوان
يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحدٌ لا اثنان
فكونوا من خطابها عند الله، كونوا من أهل الشراء للجنة، كونوا ممن ينالون سلعة الله (ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) وثمنها التوبة والإنابة، والإقلاع والاستغفار، وكثرة المداومة على الصالحات، والبعد عن السيئات، بعد فعل الواجبات وترك المحرمات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {رَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً} [الكهف:58].
أسأل الله العلي العظيم أن يمن علي وعليكم بالتوبة الصادقة النصوح، اللهم اهد شبابنا، اللهم اهد شبابنا، اللهم اهد شبابنا، وردهم إلى الحق رداً جميلاً، اللهم أصلح أفئدتهم واهد قلوبهم، واحفظ جوارحهم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وأبطل كيد الملحدين، اللهم احفظ إمام المسلمين، اللهم احفظ إمام المسلمين، وارفع اللهم إمام المسلمين، اللهم اجمع شمله وإخوانه وأعوانه على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم لا تفرح علينا ولا عليهم عدواً، ولا تشمت بنا ولا بهم حاسداً.
اللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان، اللهم انصر المجاهدين في فلسطين، اللهم اقمع أعداء دينك أعداء الدين، اللهم ثبتنا على ما يرضيك إلى أن نلقاك، اللهم جنبنا أسباب سخطك، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.