أيها الأحبة إن الاعتدال في المنهج يفضي إلى العدل في القول، وإلى العدل في النظر والتصور والحكم، وما يقال في هذا على الأفراد يقال على المجتمع وعلى الحكام وعلى الدولة، فمن نظر إلى أخطاء مجتمعه دون حسناته قاده ذلك إلى الفشل والإحباط والتوتر في نفسه ومشاعره، ومن ثم انعكس ذلك على علاقاته وتعامله مع مجتمعه، وإن الذي يعمل في مجتمعه وفق منهج عدل، حينما ننظر إلى العدل والصواب، والحسنات والسيئات، فإن ذلك يدعو من رأى الصواب إلى العمل والمبادرة والتفاؤل والتنمية، ويحفزه ذلك إلى مزيد من الصواب الذي رأى، مع طمأنينته أن في الأمة خيراً يدعو إلى السعي والإصلاح (ومن قال هلك الناس فهو أهلكُهم أو أهلَكهم).
وإن من ينظر بعين الاعتدال، يدعوه اعتداله إذا رأى الخطأ ألا يقنط ولا ييئس من الإصلاح، بل يتوجه لما يرى من الاستجابة ويدأب في العمل للإصلاح إلى جانب ما رآه من الخير والصواب.