الجهاد هو الحل في البوسنة وفي كل بلاد محتلة

أيها الأحبة: الواقع يشهد أن عودة البوسنة والهرسك يحتاج إلى جهاد في سبيل الله، وأقول من قبل والآن ويقول البعض: وهل المسلمون هناك على مستوى الالتزام حتى يذهب أبناؤنا إليهم؟ أقول: اعلم -يا أخي- أن الدعوة إلى الجهاد هناك هي دعوةٌ إلى جهاد الدفاع، الجهاد نوعان: جهاد الطلب والابتداء، وجهاد الدفاع ورد العدوان، فالجهاد الذي نتكلم عنه هو جهاد رد العدوان، لقد علمنا من علمائنا وهيئة كبار العلماء فينا أن القتال ضد العراقيين المعتدين الغاشمين ومعاونة الكويتيين على استرجاع بلادهم وأراضيهم هو نوعٌ من الجهاد لدفع الظالم وعودة حق المظلوم إلى نصابه، فبمنطلق هذه الفتوى نقول: إن الدفاع عن المسلمين في البوسنة هو بنفس الفتيا وبنفس القول والمنطلق ولا غرابة في ذلك، فالله جل وعلا يقول: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً} [النساء:75].

أيها الأحبة: إن هذا النوع من الجهاد هو تمهيدٌ لجهاد الطلب والابتداء، وإن الجهاد هناك ينبغي أن تعلموا أن أقل ما فيه نصرة أقوامٍ كان بوسعهم أن يعلقوا الصليب، وأن يتبعوا القسس وأن يرضوا بما أراده النصارى، ومن ثم لن يجرح فيهم جلد، ولن تنحدر من عيونهم دمعة، ولن يظمئوا يوماً، أو يجوعوا ساعة، لكنهم قالوا: نحن نختار الإسلام، نريد الإسلام ولو اغتصبت نساؤنا، ولو انتهكت أعراضنا، ولو قطعت رقابنا، ولو ذبحت رقابنا ذبح الشياة، نريد الإسلام، فهل بعد هذا يقول قائل: إنهم ليسوا ملتزمين فلا يجوز الجهاد أو القتال معهم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015