أبشركم بحمد الله جل وعلا أن طائفةً من شبابنا قد أثبتوا في هذه الأحداث وأثبتوا في أفغانستان قبل هذا صوراً إيمانيةً عظيمة، منّ الله عليهم فيها بالعز والسؤدد والكرامة، كثيرٌ منهم عرفناهم، منهم رجلٌ من شباب المسلمين يقال له: أبو زيد القمري من جزر القمر لكن الإسلام لا يعرف الاختلافات العصبية والعرقية والقبلية.
يقول إخوانه: كان في قندهار وهي أرضٌ مبسوطة، وكان لا يجد شيئاً يجعله ترساً يتترس به أو يقف وراءه، فماذا كان يصنع؟ كان يحفر خندقاً برميلياً!! يعني: الأرض المنبسطة يحفر فيها خندقاً أشبه ما يكون بالبرميل ويجلس فيه، قال: ويجلس يُسبح ويهلل ويقرأ القرآن الكريم، ويسأل الله الفرج والنصر والرزق والغنيمة والشهادة في سبيل الله، فإذا سمع صوت الحنين والطنين أخرج رأسه فإذ بدبابة جاءت تشق الطريق، فيقوم ومعه سلاح (الآر بي جي) فيأخذ القذيفة ويركبها ثم يرمي باسم الله الرحمن الرحيم: ((وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:17] وهو لا يضربها وهو في خندقه بل يخرج، ثم ينتظر حتى يصوب هدفاً قاتلاً في الدبابة فيضربها في برجها فيشطرها شطرين، ويجعل سائقها يتشحط في دمه والدبابة تحترق، وذات يومٍ كان في خندقه البرميلي ثم خرج وإذ بدبابتين تشقان الطريق، فقام وضرب الأولى وأخذ وقتاً لكي يجهز القذيفة، لكي يضرب الثانية، وإذ بالدبابة الثانية قد وجهت فوهه مدفعها نحوه لكي تضربه وتقتله شر قتله، أتظنونه عاد إلى خندقه وإخوانه يقولون: يا فلان! ارجع، يا فلان! تراجع، قال: والله لا أريد من ربي أكثر من أمرٍ واحد، ألا يتقدم أجلي لحظة ولا يتأخر لحظة، فقام والدبابة توجه نحوه وهو يوجه نحوها، باسم الله الرحمن الرحيم: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:17] ثم أطلقت-الدبابة- قبله، وإذا بالقذيفة تمر بجواره وهو ما تحرك من مكانه: {قُلْ مَنْ يَكْلَأُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} [الأنبياء:42] {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ} [الانفطار:10] {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} [الأنعام:61] ثم سمى الله ووجه قذيفته، فإذ به يشطر هذه الدبابة بعد أن صوب في برجها.