صحبة السلامة

وصحبة السلامة، وهي كما عرفها أبو عثمان الحيري وقد سئل عنها فقال: أن يوسع الأخ على أخيه من ماله، ولا يطمع في ماله، وينصفه من نفسه، ولا يطلب الإنصاف منه، ويستكثر قليل بره، ويستصغر ما منه إليه.

وهذا عظيم جداً، فعليك أن تحفظ ود أخيك بعدة أشياء: أن توسع عليه من مالك، فإذا كان في حاجة فاصرف عليه، ولا تحوجه إلى السؤال، فإن الحياء يقطع مالك، وإذا كنت صاحب مال فاعلم أن الله تعالى افترض في مالك حقاً لذلك الفقير، ولا تطمع في ماله.

وأن تنصفه ولا تطلب الإنصاف منه، يعني: أن تنصفه من نفسك ولا تقل له: أنا أنصفتك من نفسي، فأنصفني أنت أيضاً، واترك هذه له هو، فطالما أنك أديت له حقه فلابد وأنه سيعطيك حقك.

واستكثر قليل بره، يعني: إذا أعطاك هدية صغيرة فقل: لقد كلفت نفسك، وما كان لك أن تفعل هذا قط، وهذا أمر فوق الطاقة، ونحن لا نستحقه، وقد أتيت لنا بالدنيا بأسرها، وتشعره بأنه أعطاك جبلاً من الخير، ولا تستكثر ما أعطيته له، بل استكثر ما قد أتاك منه ولو كان هيناً ولا قيمة له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015