وقوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:286]، الكسب في الخير، والاكتساب في الشر، فقوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ} [البقرة:286] أي: من خير وفضل وحسنات وإحسان، {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:286] أي: من شر ومعاص، فالنفس لها من الحسنات مقابل ما كسبته من أعمال صالحة، سواء كانت هذه الأعمال بالقول أو بالفعل، وعليها وزر ما اكتسبته من الآثام والمعاصي من القول والفعل، فلا نحاسب إلا على ما بدر منا وبدا منا من قول أو فعل، أما ما كان مخفياً في النفس فإن الله يعلمه، ولكنه لا يحاسب عليه إلا من باب أنه يطلعك عليه؛ ليثبت لك أنه عفو، وأنه غفور، وأنه تواب، وأنه حليم، وأنه رءوف بعباده، ويخبرك بما دار في نفسك ولا يحاسبك عليه؛ لأنك لم تتكلم به، ولم تعمل به، ولم يظهر ما في صدرك من شر ما لم يكن عملياً أو قولياً.