Q إن أحد العلماء يحذر الإخوة من الحضور إلى مسجد العزيز؛ لأن الدرس فيه تكفير، وبالفعل قد امتنع البعض، فما رأيكم؟
صلى الله عليه وسلم الذي يمتنع عن الحضور له أن يمتنع، لكن يا إخوة! كفانا نقلاً للكلام، خذ الحق واترك الباطل، ولا تنقل الباطل، واطو ولا ترو صراع الأقران، فالعلماء الأقران من عادتهم أن يقع بعضهم في بعض، والغيرة والحسد لا تزال موجودة عند العلماء أو طلبة العلم، فأقول: اسمع من أذن وأخرج ما تسمع من الأخرى طالما أنك تنتفع وتستفيد، فمن قال لك: اسمع لفلان ولا تسمع لفلان إنما يتهمك في عقلك، وكأنه يقول لك: أنت لا تعرف التمييز، إذاً: فهذا اتهام لعقلك أنت؛ لأنك لا تستطيع أن تميز بين الحق والباطل، فاحضر الجميع وميّز، واقبل الحق ورد الباطل، ولا تترك لنفسك الحرية في نقل الكلام بين العلماء، فهذا مضيعة للوقت، واستهلاك للعمر في غير ما يجدي.
فإن كان هناك من يحذّر من دروس هذا المسجد ومن خطبه اسمع وكأنك لم تسمع، طالما أن الكلام على غير الواقع، فإن كان على الواقع وقد شاهدت بنفسك الواقع فاستجب، المهم أن تسلم نفسك لنفسك أنت، ولا تسلّم نفسك لسواك ليحدد لك الطريق، فتلك هي المصيبة الكبرى، فأنت لك عقل ولك فكر، وأنت مخلوق مثل الشيخ، فطالما أن الشيخ يحذرك من فلان فلا تكن كالصوفي الذي يقول لأخيه عند الدخول على الشيخ: اخلع عقلك على الباب كما تخلع الحذاء، أي: أنه لا عقل لك، وكن بين يدي شيخك كالميت بين يدي المغسلّ، وهذا تسليم بكل شيء، لكننا مع الحق ونقبل الحق حتى ولو كان الحق من الشيطان الرجيم، فلقد قبِل أبو هريرة رضي الله عنه قول الشيطان في حديث البخاري: إذا أويت إلى مضجعك فاقرأ آية الكرسي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (صدقك وهو كذوب)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحكمة ضالة المؤمن).