وعندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة أرسل حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى أهل مكة يخبرهم ببعض خبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً والمقداد رضي الله عنهما ويقول: (اذهبا إلى روضة خاخ -أي: مكان في طريق مكة- فإن فيها ضعينة -أي: امرأة- ومعها كتاب)، فذهبوا تتعالى بهما خيلهما، فوجدا المرأة فقالا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قالا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، أي: من رباط رأسها، وعادوا بالكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى بعض أهل مكة يخبرهم بما يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فهذه أشياء من الغيب أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، وحدثت كما أخبر سواء بسواء.