من أسباب نماء شجرة الإيمان كذلك: أن يحيا العبد في أجواء إيمانية، وأن يتنفس هواء الإيمان، فإذا وجدت جواً إيمانياً كمجالس الذكر، وصلاة الجماعة، وتشييع الجنائز، وأجواء الأماكن المقدسة كمكة والمدينة، والمسجد الأقصى، فإن شجرة الإيمان تترعرع وتنمو، أما أجواء الإباحية والاختلاط والمجون، والأماكن التي يستهزأ فيها بشرع الله عز وجل وأماكن الغفلة، لا شك أن شجرة الإيمان تذبل إذا وجدت مثل هذه الأجواء، كما أن شجر الصيف يذبل في وقت الشتاء، وشجر الشتاء يذبل في وقت الصيف وتسقط أوراقه.
فإذا وجدت شجرة الإيمان الجو الملائم لها فإنها تنمو وتترعرع، فينبغي على العبد الذي يحرص على نماء شجرة الإيمان في قلبه أن يحرص على أن يتنفس الجو الإيماني والهواء الإيماني، وأن يكثر من حضور مجالس الصالحين، ومجالس الذكر، ويتردد إلى الأماكن الطيبة المقدسة للحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي، وأن ينأى بنفسه عن أماكن الاختلاط الماجن والفسوق والأسواق والملاهي، وغير ذلك مما تذبل معه شجرة الإيمان.