فأول سبب من أسباب نماء شجرة الإيمان: معرفة الواحد الديان عز وجل، فكلما تعرف العبد على ربه الجليل عز وجل فإنه يزداد حباً لله، ويزداد خوفاً منه، ويزداد شوقاً إليه، ويزداد توكلاً عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية)، فكلما ازداد علم العبد بالله عز وجل وأسمائه وصفاته وربوبيته وإلهيته فإنه يزداد خشية ويزداد حباً ويزداد إخلاصاً، ومن ثم فقد غلب الخوف على العلماء، وغلب أمن المكر على الفراعنة الطغاة، والكفرة والعوام، والرعاع والطُغام، حتى كأنهم قد حوسبوا وفرغ منهم، فلم يخشوا سطوة العقاب، ولا نار العذاب ولا بعد الحجاب، قال تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:19].
فأول سبب من أسباب نماء شجرة الإيمان: أن يدرس العبد التوحيد، وأن يتعرف على ربه العزيز الحميد المجيد؛ فإن هذا أكثر الأسباب تغذية لشجرة الإيمان.