جاء في حديث صفوان بن عسال: (أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: جئت أطلب العلم؟ قال: مرحباً بطالب العلم، إن طالب العلم لتحف به الملائكة، وتضع له أجنحتها رضاء بما يصنع)، فالملائكة تضع أجنحتها رضاءً وحباً واحتفاء بطالب العلم، فالملائكة تحف طالب العلم بأجنحتها وتحفظه وترعاه وتحميه.
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء فخذ بعلم تعش حياً به أبداً الناس موتى وأهل العلم أحياء وقال إبراهيم الحربي: كان عطاء بن أبي رباح عبداً أسود لامرأة من مكة، وذهب إليه سليمان بن عبد الملك وابناه يسألونه عن مناسك الحج وكان يصلي، فلما انتهى من صلاته جعلوا يسألونه ويرد عليهم وهم خلفه ولم يلتفت إليهم، فقال سليمان بن عبد الملك لابنيه: قوما ولا تنيا في طلب العلم؛ فلا أنسى ذلنا بين يدي ذلك العبد الأسود.
وروى الحربي أيضاً قال: كان عنق محمد بن عبد الرحمن الأوقص داخلاً في بدنه، وكان منكباه خارجين كأنهما زجان، فقالت له أمه: إنك لا تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك منه والمستهزأ به، فعليك بالعلم فإنه يرفعك، قال: فطلب العلم وبرز فيه حتى صار قاضياً على مكة أم القرى عشرين سنة، قال: وكان الخصم إذا جلس بين يديه يظل يرعد حتى يقوم؛ لما ألقى الله عز وجل عليه من المهابة والجلالة.
أهل الحديث قصيرة أعمارهم ووجوههم بدعا النبي منضّره وسمعت من بعض المشايخ أنهم أموالهم أيضاً به متكثره يعني: أهل الحديث استجيبت فيهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرأ سمع منا حديثاً فبلغه إلى من لم يسمعه، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).
قال سفيان بن عيينة: لا تجد أحداً من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة؛ بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.