حرمان الطاعة ووجود الوحشة بين العبد وربه وبينه وبين الناس

من عقوبات الذنوب والمعاصي: أن يحرم العبد طاعة الله عز وجل، فكم من نظرة منعت قيام ليلة، وكم من نظرة حرمت قراءة سورة، فالعبد عندما يذنب ذنباً قد يحرم من طاعة كان يعملها، وقد يضعف قلبه عن هذه الطاعات التي يعملها.

ومن عقوبات الذنوب والمعاصي عباد الله: وحشة تكون بين العبد وبين ربه عز وجل وبينه وبين المؤمنين، والله إن من ينظر نظرة محرمة يجد أثرها في قلبه ويجد شقاءها في قلبه، ويجد الوحشة في قلبه، فكيف بالذي يقارف الزنا، والذي يأكل أموال الناس بالباطل! والذي ينتهك حرمات المسلمين! والذي يصد عن سبيل رب العالمين؟! والله إنهم لفي غاية الشقاء وإن كانوا لا يصرحون بذلك فهم أشقى الناس، وأن الله عز وجل هو الذي أخبرنا بذلك، وقال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه:124] فصبره ضيق، وحياته ضيقة، ورزقه ضيق، والقبر عليه ضيق، ثم يحبس في جهنم يوم القيامة في ضيق.

أما المؤمن عباد الله فقلبه متسع {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} [الأنعام:125]، {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر:22]، فقلبه متسع، والله عز وجل يوسع رزقه، ويفسح له قبره مد البصر عباد الله، وفي الآخرة أدنى أهل الجنة منزلة له مثل الدنيا وعشر أمثالها، ولكن الناس لا يعون ذلك أيضاً.

وأهل والمعاصي لا يفقهون، بخلاف المتقين أولي الألباب فهم الذين يتذكرون، وهم الذين يتعظون، وهم الذين ينتفعون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015