مما يزيد الإيمان كذلك عباد الله! أن نتدبر محاسن الإسلام، فنعلم بأن دين الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية عندما اكتملت، وهو أكبر نعمة أنعم الله عز وجل بها على العباد، فقد أنزل الله على نبيه يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3]، فرضي الله عز وجل الإسلام ديناً للبشرية إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها، ونسخ بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كل الشرائع السابقة.
فهذا الإسلام هو دين الله عز وجل، الذي لا يقبل الله عز وجل من أحد ديناً غيره يوم القيامة، ليس كما يظن بعضهم، ويخرج من ملة الإسلام، ويصرح بالتصريحات الخائرة التي يخرج بها من ملة الإسلام، ويموه على الناس ويضللهم ويقول: إن الأخوة الإنسانية أعمق وأشمل من الأخوة في الدين.
هذا جهل بدين الله عز وجل، أو تجاهل به، فالذي يفعل ذلك يبيع دينه بعرض من أعراض الدنيا حرصاً على المناصب، فهؤلاء يسارعون في الكفر، وفي الكلمات التي تخرجهم من دين الله عز وجل.
فأبو جهل كان أخاً في الإنسانية، فهل هو أحب إلينا من الصحابة رضي الله عنهم؟! وفرعون كان أخاً في الإنسانية وهو أكفر إنسان في الوجود، فكيف يقول ذلك أحد ينسب إلى جهة المفروض أنها تعلم الناس دين الله عز وجل، وتقوم على شرائع الله عز وجل؟ ولكن القلوب المريضة لا تبالي بما أصاب دينها إذا سلمت لها دنياها، وإذا سلمت لها المناصب والكراسي التي يجلسون عليها، فينبغي للعبد ألا يبيع دينه بعرض من أعراض الدنيا، وقد أخذ الله عز وجل الميثاق على أهل العلم أن يبينوه للناس ولا تكتموه؛ لأن كتمان العلم فيه تلبيس للحقائق وفيه إضلال للناس، وإبعاد لهم عن ربهم وملكهم وإلههم، فينبغي للعبد أن يكون حريصاً على دينه، ويقينه، فأي شيء يبقى للعبد إذا ضحى بعقيدته، وإيمانه ودينه؟ هل المنصب يبقي له شيئاً؟ هل ينجيه من عذاب الله عز وجل؟ هل ينجيه من سخط الله عز وجل؟ ولكنه ضعف الإيمان، ولكنه القلوب المريضة، بالشبهات والشهوات.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.