من أسباب زيادة الإيمان كذلك: أن يتعرف العبد على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} [سبأ:46].
وقال عز وجل منكراً على الكافرين: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} [المؤمنون:69].
فكلما عرفوا النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفوا سيرته وشمائله ومعجزاته، أحبوه وآمنوا به، فكل شيء في النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى محبته وتصديقه، كشرف نسبه وموطنه، وكمال أخلاقه وشمائله، وسيرته ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم.
فهؤلاء سبب كفرهم أنهم ما تعرفوا على النبي الكريم، ولو عرفوه لأحبوه، ولفدوه بآبائهم وأمهاتهم، بل فدوه بأنفسهم، وكان حبهم له أكثر من حبهم للآباء والأمهات بل للأنفس، ولا يذوق طعم الإيمان إلا من كان حبه لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من كل شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
فلا بد أن يزداد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحب ينشأ عن معرفته ودراسة سيرته ومعرفة معجزاته، وينشأ عن معرفة حب الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.