الدنيا دار ابتلاء ودار عبور إلى الدار الآخرة، والناس يردون الدنيا وعنها يصدرون، فمنهم من يصدر عنها بتجارة رابحة مع الله عز وجل، وهم المتقون الذين لم يغتروا بزخرفها وزينتها، وعلموا أنها ليست دار قرار وإنما هي متاع قليل، وأن الآخرة خير وأبقى، ومنهم من يصدر عنها بتجارة خاسرة، وهم الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وجعلوها نصب أعينهم، فمن أجلها يعملون ويكدحون، فأعمى حب الدنيا بصائرهم، وجاءهم الموت فنقلهم إلى الدار الآخرة بلا زاد ولا عدة، ولم تنفعهم أموالهم التي جمعوا في الدنيا، بل كانت عليهم وبالاً.