الآفة الأولى: أنه يختلط عليه الحق بالباطل، والهدى بالضلال، والطاعة بالمعصية، فلا يفرق بين طاعة ومعصية، ولا بين بدعة وسنة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مرباداً): أي: عليه ربدة، وهي: لون التراب.
وقوله: (كالكوز مجخياً): كالكوز الذي قد علاه الصدى، المقلوب الذي لا ينتفع به وليس فيه خير وليس بحسن المنظر والمظهر.
فانظروا -عباد الله- كيف تؤثر الذنوب والمعاصي في القلوب؟ والله! لو نظر العبد نظرة محرمة لوجد غبها وأثرها وشقاءها في قلبه، فكيف بمن يقارفون الزنا، وشرب الخمر، وقتل النفس التي حرم الله؟ أفلا يؤثر ذلك على القلوب؟! بلى والله إنها تؤثر، وينتكس القلب، ويشتد عطبه وهلاكه حتى لا يستطيع العبد أن يميز بين هدى وضلال، وبدعة وسنة، فيصير القلب قبيح المنظر والمخبر، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه.