هناك آداب وأذكار عند النوم ينبغي للمسلم الالتزام بها، وهي كالتالي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرقد توضأ وضوءه للصلاة ثم يرقد.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من بات طاهراً بات في شعاره -أي: معه الثياب- ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان؛ فإنه بات طاهراً).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعار من الليل -أي يستيقظ من الليل- فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه).
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفخ فيهما أي: نفخ: بريق خفيف (فقرأ فيهما قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات).
وعلم النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب فقال: (إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك؛ رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، واجعلهن من آخر كلامك؛ فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيراً).
وقال صلى الله عليه وسلم لـ نوفل: (اقرأ: قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأفقت فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قال: قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255]، فذكر أبو هريرة ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال: ذاك شيطان).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه)، والآيتان هما {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:285 - 286].
وقال جابر: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ {الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة:1 - 2] أي: سورة السجدة، و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك:1]).
وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل، أي: سورة الإسراء).
وقال العرباض: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: فيها آية خير من ألف آية).
قال بعض أهل العلم: والمسبحات هن: سور: الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: بسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها أو فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل ذي شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر).
وقال صلى الله عليه وسلم: (خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشراً، ويحمد عشراً، ويكبر عشراً، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويسبح ثلاثاً وثلاثين فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان).
وكان صلى الله عليه وسلم يقول إذا أخذ مضجعه: (الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والذي من عليّ فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه وإله كل شيء، أعوذ بك من النار).
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤي).
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال: (بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في الندي الأعلى).
روي عنه أيضاً أنه كان (إذا أخذ مضجعه وضع يده تحت خده ثم يقول: اللهم باسمك أموت وأحيا).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا اضطجع أحدكم فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
وأمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول: (اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية).
وكان صلى الله عليه وسلم يتوسد يمينه عند المنام ثم يقول: (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك).