والمراد: أن الغربة التي يحياها المؤمن أمر طبيعي أخبر عن فضله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (فطوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يكثرون عندما يقل الناس)، وليس المراد أنهم يكثرون عدداً، وإنما يكثرون هداية عندما يقل إقبال الناس على الهداية.
فأنت إذا شعرت بغربة في بيتك، أو في عائلتك، فاعلم أنك على الحق طالما أنت تأخذ من الكتاب والسنة، وطالما أنت لا تعمل خطأ، بل تعمل ما أمرك به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأخبرك العلماء به عنه، فثق أن هذه الغربة التي تحياها أمر طبيعي، فأمر الغربة مرتبة من مراتب الهداية.
اللهم اجعلنا من الغرباء، وأحينا وأمتنا على كلمة التوحيد يا رب العالمين.
اللهم أبعد عنا شياطين الإنس والجن يا رب العالمين، واجعل اللهم جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل بيننا شقياً ولا محروماً، واجعل أول يومنا هذا صلاحاً، وأوسطه نجاحاً، وآخره فلاحاً، ولا تدع لنا فيه ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا طالباً إلا نجحته، ولا مجاهداً في سبيلك إلا نصرته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مسافراً إلا غانماً سالماً لأهله إلا وقد رددته.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.