الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن كل شخص يظن أن الرجاء هو التمني، وكل واحد منا يأمل في رحمة الله، ولا يأملن إنسان أن يدخل الجنة بعمله، هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أحد يدخل الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته).
فهناك فرق بين الرجاء والتمني، فالتمني: رجاء مع الكسل، والرجاء: تمن مع العمل، فالطالب الذي يلعب طوال السنة ثم إذا جاء وقت الامتحان تمنى أن يكون من الأوائل صاحب أماني، ومن الصعب أن تتحقق أمنيته، وأما الطالب الذي يجتهد طوال السنة ثم يتمنى أن يكون من الأوائل فإن أمنيته من الممكن جداً أن تتحقق، فالأول صاحب تمني، والثاني صاحب رجاء، وهذا هو الفرق بين التمني والرجاء.
كذلك الفلاح الذي يهتم بزرعه فيسقيه ويسمده وينميه ثم يأمل أن يأتي المحصول جيداً هذا العام، فهذا من باب الرجاء، وأما المتمني فقط فهو الذي يغرس زرعاً ثم لا يعبأ به ولا يهتم به، ثم يتمنى أن ينبت له الزرع، ويجمع المحصول.