والعبد إذا عمل ذنباً وتاب منه ثم عمل ذنباً آخر فهل هذه التوبة مقبولة؟ قالوا: ينظر إلى الذنب هذا الذي يعمله أهو كبيرة أو صغيرة؟ وهذا كشخص يصوم ولا يصلي، وأظن أن هذه عادة في كثير من العائلات، والناس يسألون: هل صيامه مقبول؟ العلماء على رأيين: رأي يقول: إن الإسلام كل لا يتجزأ، فلا يأخذ من الإسلام جزءاً فينفذه ويترك جزءاً لا ينفذه، فالذي يريد أن يكون مسلماً فعليه أن يصلي ويصوم ويزكي ويحج ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على قدر ما يستطيع، أما أن يصوم ولا يصلي فلا.
وعلى هذا فإذا تاب العبد من ذنب وارتكب ذنباً آخر فلا تقبل منه التوبة، لأنه فتح على نفسه باب جهنم من ذنب آخر، مثل الشخص الذي كان لا يصلي ثم بدأ يصلي لكنه يغتاب الناس، فإن صلاته تمحو ما بينه وبين الله لا ما بينه وبين الناس.
فالذنب الذي بين العبد والعبد لابد فيه من المسامحة، وحقوق الناس لابد أن تعاد.