أنت غريب في المجتمع، لكن غربتك هذه تدعوك إلى أن تشتاق للقاء الله عز وجل، أن يكون عندك شوق ومحبة، وعندك اندفاع روحاني قلبي إيماني للقاء رب العباد سبحانه.
ولذلك قال أبو بكر رضي الله عنه: احرص على الموت توهب لك الحياة.
وقد حققنا لكم من قبل أن كل الشجعان من الصحابة رزقوا الشهادة في المعارك، ولكن الأشد شجاعة من القواد ما استشهدوا في المعارك، منهم خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، فهؤلاء لم يقتلوا في المعارك، رغم أنهم كانوا في المقدمة، ولا توجد حرب إلا اشتركوا فيها.
إن سيدنا خالد بن الوليد لما احتضر قال: والله ما في جسدي موضع شبر إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة بسيف، وهاأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.
إذاً: هذا إنسان غربته جعلته يشتاق إلى ما عند الله سبحانه.
وسيدنا أنس بن النضر رضي الله عنه في غزوة أحد يقول: والله إني لأشم رائحة الجنة من خلف أحد.
وسئل الحسن البصري: ماذا تصنع مع الشيطان؟ قال: ومن الشيطان؟! أطاعوه فما نفعهم، وعصوه فما ضرهم.
فالذي يطيع الشيطان لا ينفعه، والذي يعصي الشيطان لا يضره، إذاً: كن مع الله.