إن رب العباد عز وجل هو الذي يعلم من خلق، ويعلم ما الذي يصلح عبده وما الذي يفسده، فجعل الله للمسلمين بفضله سبحانه لقاء في عدة ساعات، ليلقى العبد ربه، ولكي ينفض عن نفسه ذنوباً صنعها في وقت قد مضى، فعندما تلقى الله ظهراً فإنه عز وجل يمحو عنك الذنوب التي عملتها صباحاً، فإذا وجدته عصراً نفس القضية، والمغرب كذلك، وصلاة العشاء كذلك، فيغفر لك ما قد سلف فتبيت وليس عليك خطيئة.
وهل كل صلواتنا مقبولة؟ فإنه ليس كل مصل بمصل، وقد جاء في الحديث القدسي: (إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يبت مصراً على معصيتي، ورحم الأرملة والمسكينة وابن السبيل، هذا أكلؤه بعنايتي، وأستحفظه بملائكتي، وهو في عبادي كالفردوس في الجنة).
إذاً: المتكبر لا تقبل له صلاة، وانظر إلى المسلم وستعرف كبره من حركة واحدة، خذ بيده لينتظم في الصف فإنه يقاتلك، وهذا هو الكبر.