إن عدم الخوف من الله عندما يتبخر من قلب العبد تحل الذنوب مكانه، وكل الذنوب تقع تحت عنوان عدم الخوف من الله.
فينبغي للإنسان أن يعود نفسه الخوف من الله ويربيها عليه.
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم وإن قال أحد: مكتوب في صحيفة كل أحد أنه سيصنع كذا أو كذا فأين المفر من المقدور؟ فنقول: لم يلزم الله الكافر بالكافر ولكنه علمه، والكافر هو الذي عمل الكفر واختاره لنفسه، فلا يستقيم أن يأتي أحد يوم القيامة ويقول لربه: لو كتبتني في السعداء مع أبي بكر وعمر لكنت صالحاً! فهو سبحانه قد علم أزلاً أنك لن تكون مثلهم فهو العليم الخبير، والعبد هو الذي خط بنفسه قدره، وأعماله هي التي خطت له هل هو من أهل النعيم أم من أهل الجحيم.
ومن ولد أعمى أو أخرس أو أبكم فهذا يدل على أن الله أراد به خيراً، فلما حرمه من نعمة البصر ماذا صنع به؟ قال الله له في الحديث القدسي: (لقد سلبت حبيبتيك في الدنيا، هذا وجهي أبيحه لك تنظر له بكرة وعشياً، لا أجد لك جزاءً أكثر من هذا)، وهذا أعلى ثواب في الجنة، ولما قال ربنا: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق:35] والمزيد هو مشاهدة وجه رب العالمين، فالأعمى ولد هكذا لكي يكرمه رب العباد، وربما لو كان هذا الأعمى مبصراً لافترى بعينيه.
ويقال: كل ذو عاهة جبار.
ونقول: لا، ليس بجبار، ولكنه مبدع، فإذا وجدت شخصاً عنده شيء ناقص فإنك تجده مبدعاً بفضل الله.