الخطوة الأخرى هي: خطوة عن الناس: أي: الناس يخافون من الناس، والناس يضعون اعتبارات للناس أكبر من وضعهم الاعتبار والخوف والخشية لرب الناس سبحانه.
ومن أسباب وموجبات عذاب القبر أن يخاف الإنسان من المخلوق ولا يخاف من الخالق، تجد مثلاً: بدعة ذكرى الأربعين والذكرى السنوية، يقول: أنا لو لم أصنع لأبي ذكرى الأربعين أو ذكرى السنوية فإن الناس سيعيبون علي، ويقولون: لقد بخل الرجل بعد موت أبيه، لقد خلف أبوه له تركة ضخمة وتكاسل عن صنع كذا أو كذا.
فأنت تخاف من الناس، ولا تدري أن هذه بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فليكن رائدك أخا الإسلام أن ترضي الله رب العالمين لا أن ترضي الناس، فمن أرضى الله بسخط الناس رضي عنه الله وأرضى له الناس، ومن أسخط الله برضا الناس سخط عليه الله وأسخط عليه الناس.
نرى هذا الأمر جلياً في مسألة الأفراح: أنت تريد أن ترضي غرورك وترضي غرائزك، بل وترضي أحياناً أهلك وأقاربك، وتريد أن تصنع لابنتك عرساً وفرحاً لم يحدث من قبل في القاعة الفلانية بعدة آلاف من الجنيهات؛ لأن الناس سيقولون: إن ابنة عمتها وابن عمها وبنت خالتها فعلن أعراسهن في نفس هذا المكان، وبنفس التكاليف، فلا بد أن يصنع هذا الأمر لابنتي كما فعل لهؤلاء، وهو يعلم أنه كله حرام من ألفه إلى يائه؛ لأن من فعل ذلك فهو سفيه، والله عز وجل جعل السفيه مع أهل النار يوم القيامة والعياذ بالله، فلا تكن سفيهاً أخا الإسلام، وليكن رائدك أن ترضي الله رب العالمين، فإن أرضيت الله فقد قطعت خطوة بعيداً عن الناس، فصار منتهاك إلى رضوان الله سبحانه وتعالى.