بلايا الذنوب

والذنب فيه ثلاث بلايا: فرحك بالمعصية، وهذا ذنب، ولا يوجد أحد من أهل المعصية يعمل المعصية إلا وهو فرحان، من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي، فليس هناك أحد يعمل الذنب وهو غضبان، بل يعمل الذنب وهو منبسط، وإذا عمل الذنب وهو غضبان فإن ضميره يبدأ يهتز ويؤنبه.

إذاً: فرحك بالمعصية أكبر من المعصية نفسها.

ونسيانك لرؤية الخالق لك أكبر من المعصية، ولا يوجد هناك شخص يعمل المعصية وربنا لا يراه، فلا تحتقر نظر الله إليك، فربما ينظر إليك الله في المعصية نظرة مقت فيبغضك.

ثم الحزن على فوات المعصية أكبر من المعصية.

فأهل المعاصي -والعياذ بالله- عندما تفوتهم المعصية يغضبون ويقولون: يا خسارة! فاحمد الله أن أغلق في وجهك باب المعصية، ومادام أن الله أغلق في وجهك باب المعصية فقد بدأ يحبك؛ لأن العبد بين أمرين: بين اندفاع من نفسه، وبين تيسير من أمر ربه، فاندفاع نفسه لا يستطيع التحكم فيه، ولكن من توفيق الله وتيسيره له أنه يغلق أمامه باب المعصية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015