وختاماً: فهذه كلمة أخيرة لأخي المقاطع في سبيل الله! ولا شك أنك ستألم من مقاطعتك للبضائع اليهودية والأمريكية، وهو ألم كبير وليس هذا بمستغرب، فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فاعلم أنك إن كنت تألم فألمك بأجر أما هم فيألمون وعليهم الوزر، قال تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء:104].
تذكر إخوانك المحاصرين في فلسطين والعراق وأفغانستان، تذكر أنهم حرموا دون إرادتهم من أشياء قاطعتها أنت بإراداتك، تذكر أن آباءك وأجدادك عاشوا طويلاً دون هذه الأشياء، فقد أدخل الناس في روعك أن الحياة بغيرها لا تستقيم وكذبوا، تذكر عدواً يقتل بيد ويبيع بالأخرى كيف تشتري منه؟! تذكر يوماً عصيباً طويلاً نحاسب فيه، فمقاطعتك حسنات في رصيدك لا تضيعها، تذكر أن حرمانك من أشياء بسيطة في الدنيا قد يورث جنة لا حرمان فيها، تذكر إلهاً ناظراً إليك، مراقباً لأعمالك، فرحاً بطاعتك، مؤيداً لخطواتك، تذكر أنه يحب الصابرين ويحب المجاهدين ويحب المتقين فكن منهم.
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر:44].