وأحمر، فَإِنَّهَا تجمع على زرق وصفر وحمر، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال)
وكل مَهْمُوز الآخر نَحْو صحراء وبطحاء وخضراء تقلب همزته فِي الْجمع واوا، فَيُقَال: صحراوات وبطحاوات وخضراوات، وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَيْسَ فِي الخضراوات صَدَقَة يَعْنِي بِهِ الْفَاكِهَة الرّطبَة والبقول.
وَيَقُولُونَ: أغرق الرجل فِي الضحك واستغرق، إِذا اشْتَدَّ ضحكه ولج فِيهِ.
والأفصح أَن يُقَال: اسْتغْرب فِي الضحك، إِذا بلغ الْحَد والمنتهى.
فَفِي الحَدِيث: ضحك حَتَّى اسْتغْرب، أَي بَالغ فِيهِ.
وَفِي حَدِيث الْحسن رَضِي الله عَنهُ: إِذا اسْتغْرب الرجل ضحكا فِي الصَّلَاة، أعَاد الصَّلَاة.
قَالَ: وَهُوَ مَذْهَب أبي حنيفَة، وَيزِيد عَلَيْهِ إِعَادَة الْوضُوء وَفِي حَدِيث ابْن هُبَيْرَة: أعوذ بك من كل شَيْطَان مستغرب: أَي المتناهي فِي الْخبث.
وَنَظِيره قَول الشَّاعِر:
(فَمَا يغربون الضحك إِلَّا تبسما ... وَلَا ينسبون القَوْل إِلَّا تخافيا)