فيعني الضعْف فِي الْجِسْم.
وَيَقُولُونَ للفتحة الَّتِي تصل بَين الأذين والبطين دَاخل الْقلب، وَالَّتِي تنظم عملية مُرُور الدَّم فِي الأوردة والشرايين بانسدادها تلقائيا منعا لعودة الدَّم فِي الاتجاه المعاكس، صمام الْقلب (بِفَتْح الصَّاد وتضعيف الْمِيم) فيخطئون، وَالصَّوَاب أَن يُقَال صمام (بخفض الصَّاد وَمنع التَّضْعِيف) لِأَن هَذَا اللَّفْظ هُوَ من الْفِعْل الثلاثي: صم رَأس القارورة، يصمه صمًّا، أَي سَده وَجعل لَهُ صماما، أَي سدادا.
والصمام هُوَ مَا أَدخل فِي فَم القارورة.
أما الصمام فَهُوَ صِيغَة الْمُبَالغَة للرجل الْكثير التصميم، وَهُوَ من الْفِعْل الرباعي: صمم على الْأَمر، أَي ذهب مِنْهُ على رَأْيه وَمضى، وَنَظِيره فِي صفة الْمُبَالغَة، علام وقتال وجرار، وَمِنْه قَول حميد:
(وحصحص فِي صم الْحَصَى ثفناته ... وناء بسلمى نوأة ثمَّ صمما)
وَقد أَكثر المحدثون من اسْتِخْدَام هَذَا اللَّفْظ لكل فَتْحة تمنع الانفجار كتلك الَّتِي تزَود بهَا طناجر الضغط، وَالَّتِي تسمح بمرور بخار المَاء من خلالها أثْنَاء الغليان منعا للإنفجار.
وَمن الْمجَاز اسْتِخْدَام هَذَا اللَّفْظ كمانع لوُقُوع الْحَرْب، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(يَقُولُونَ لي: غامرت فِي كل محنة ... وَأَنت على العلات أقسى وأقدر)
(فَإِن كَانَ صمام الْأمان رجوته ... وَإِن كَانَ تضليلا تعود فتنظر)
وَيَأْتِي هَذَا اللَّفْظ بِالسِّين (سمام وسم وسم) بدل الصَّاد.
وسمام كل شَيْء وسمه وسمه، هُوَ خرقه وثقبه، وَمِنْه سم الْخياط فِي قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى يلج الْجمل فِي سم الْخياط} أَي فَتْحة الإبرة.
وسمة الْمَرْأَة: ثقبة فرجهَا.
وَفِي حَدِيث الْوَطْء: فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم سماما وَاحِدًا.
أَي من مَكَان وَاحِد، وَهُوَ الْفرج.
وَرُوِيَ صماما وَاحِدًا، وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى.
وَمِنْهَا مسام الْجلد: أَي ثقبه الَّتِي يبرز مِنْهَا الْعرق.