انفصلا، فواحدهما جَنَازَة (بالخفض) وَالْآخر نعش وَهُوَ الْآلَة الحدباء الَّتِي كنى عَنْهَا كَعْب بن زُهَيْر بقوله:
(كل ابْن أُنْثَى وَإِن طَالَتْ سَلَامَته ... يَوْمًا على آلَة حدباء مَحْمُول)
وَجَمِيع مَا تقدم مَأْخُوذ من الْفِعْل جنز الشَّيْء يجنزه جنزا) أَي ستره.
وَمِمَّا يذكر أَن النوار لما احتضرت أوصت أَن يُصَلِّي عَلَيْهَا الْحسن رَضِي الله عَنهُ، فَقيل لَهُ ذَلِك، فَقَالَ: إِذا جنزتموها فآذنوني، وَالْمعْنَى: إِذا كفنتموها بعد الْغسْل وَوَضَعْتُمُوهَا فِي النعش بِحَيْثُ تصير جَنَازَة فارسلوا فِي طلبي.
وَيَقُولُونَ لما يحملهُ الْمُسَافِر، وَلما تحمله الْعَرُوس مَعهَا إِلَى بَيتهَا من مَتَاع مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ: جهاز (بخفض الْجِيم بدل فتحهَا) فيوهمون لِأَن الجهاز (بالخفض) هُوَ الْآلَة كالهاتف والمذياع والمرياء، بَيْنَمَا الصَّوَاب أَن يُقَال جهاز الْعَرُوس (بِالْفَتْح) .
وَيَقُول اللَّيْث: سَمِعت أهل الْبَصْرَة يخطئون الجهاز بِالْكَسْرِ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي: الْقُرَّاء كلهم على فتح الْجِيم فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا جهزهم بجهازهم جعل السِّقَايَة فِي رَحل أَخِيه} وبالكسر لُغَة رَدِيئَة.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(تجهزي بجهاز تبلغين بِهِ ... يَا نفس قبل الردى، لم تخلقي عَبَثا)
وَمِمَّا ينْدَرج فِي هَذَا الْبَاب من استبدالهم الفتحة بالكسرة، قَوْلهم للعرق الَّذِي يخرج من الورك فيستبطن الْفَخْذ ثمَّ يمر بالعرقوب حَتَّى يبلغ الْحَافِر أَو الْقدَم، عرق النسا (بخفض النُّون) ، وَهُوَ وهم ظَاهر لِأَن النسا وَالنِّسَاء تَعْنِي النسْوَة، وَهُوَ جمع امْرَأَة، وَالصَّوَاب أَن يُقَال عرف النسا (بِفَتْح النُّون) ، وَمِنْه قَول لبيد: