تكْتب بِالْيَاءِ إِلَّا أَن تُضَاف إِلَى مُضْمر فِي حَالَة الرّفْع، كَقَوْلِك: جَاءَت الهندان كلتاهما، وَإِنَّمَا فرق بَين كلا وكلتا، لِأَن كلتا ربَاعِية، وَأَبُو مُحَمَّد بن قُتَيْبَة سَاوَى بَينهمَا، وأجرى كِتَابَة كلتا مجْرى كِتَابَة كلا على مَا بَين من قبل.
[222] وَمِمَّا عدلوا فِيهِ عَن رسوم الْكِتَابَة وَسنَن الْإِصَابَة أنني وجدت كتابا أنشيء عَن ديوَان الْخلَافَة القادرية إِلَى أحد الْأُمَرَاء البويهية، وَقد كتب المنشئ فِي أَوله وَآخره: سَلام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته بتنكير السَّلَام فِي الطَّرفَيْنِ والتسوية بَينهمَا فِي الموطنين، وَالِاخْتِيَار عِنْد جلة الْكتاب المبرزين وأعلام الْكِتَابَة المميزين أَن يكْتب فِي صدر الْكتاب مُنْكرا، وَفِي آخِره مُعَرفا لِأَن الِاسْم النكرَة إِذا أُعِيد ذكره وَجب تَعْرِيفه كَمَا فِي الْقُرْآن: {كَمَا أرسلنَا إِلَى فِرْعَوْن رَسُولا فعصى فِرْعَوْن الرَّسُول} ولهذه الْعلَّة اخْتَار بعض الْفُقَهَاء أَن يُتْلَى فِي تحيات الصَّلَاة السَّلَام الأول مُنْكرا وَالثَّانِي مُعَرفا.
قَالَ الشَّيْخ الرئيس الإِمَام أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَليّ رَضِي الله عَنهُ: فَهَذِهِ الأوهام فِي الهجاء أثبتها عَن العيان والتقطتها من كتب جمَاعَة من الْأَعْيَان، وَلَعَلَّ خواطرهم هفت