أحد قطّ، وَمن حكى أَنه سمع فِي بعض اللُّغَات انساغ لي الشَّيْء، أَي جَازَ فَإِنَّهُ مِمَّا لَا يعْتد بِهِ، وَلَا يعْذر من اسْتَعْملهُ فِي أَلْفَاظه وَكتبه.
وأصل هَذَا الْكَلَام مَأْخُوذ من قَوْلك: ثلثت الْقَوْم فَأَنا ثَالِث، وهم مثلوثون.
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام رَحمَه الله: وقرأت فِي بعض النَّوَادِر أَن إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وصف لنديم لَهُ طيب ند اتَّخذهُ، ثمَّ أَتَاهُ بِقِطْعَة مِنْهُ، فألقاها على مجمرة، ووضعها تَحْتَهُ، فَخرجت مِنْهُ ريح فِي أثْنَاء تجمره، فَقَالَ: مَا أجد هَذِه الْمُثَلَّثَة طيبَة، فَقَالَ لَهُ: فديتك قد كَانَت طيبَة حِين كَانَت مُثَلّثَة، فَلَمَّا ربعتها خبثت.
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام رَحمَه الله: وَإِنَّمَا قلت مُثَلّثَة لِأَن النادرة تحكى على الأَصْل وَلَا يُغير مَا فِيهَا من اللّحن وَلَا من سخافة اللَّفْظ، وَلِهَذَا قَالَ بَعضهم: إِن ملحة النادرة فِي لحنها وحرارتها فِي حلاوة مقطعها.