فإن قال قائل: فقد ذكر الله عز وجل في سورة طه 63 عن الملأ أنهم: (قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ... ) .

قيل له: قوله تعالى: (فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى* قالوا إن هذان لساحران ... ) طه: 62-63 خبر عن فرعون وملئه فلما كان من جملتهم غلب أمره على أمرهم، ألا ترى أن ابتداء ذلك: (ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى) طه: 56 وهذا خبر عن فرعون، ثم بعده: (قال أجأتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى* فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى* قال موعدكم يوم الزينة..) طه: 57-59 وهو خطاب لفرعون ومن تبعه، ويجوز أن يكون له وحده على ما يخاطب به الملوك من لفظ الجمع كما يخبرون بمثله عن أنفسهم، فذكر قوله: (بسحره) فيما حكاه من كلام فرعون، فلذلك خلا منه الموضع الذي كان الخبر فيه عن الملأ عن قومه. فاعلمه إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015