فإن قال قائل: فكيف اختصت سورة الأعراف بحكاية ما قال الملأ، وسورة الشعراء بما قاله فرعون؟
قيل: إن أول من رد قول موسى عليه السلام فرعون، ثم مالأنه عليه ملؤه، وهو ما حكاه الله تعالى في سورة الشعراء واقتص حاله حيث أخبر عنه بما قاله: (ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين) الشعراء: 18. إلى أن انتهت الآيات إلى القصة المودعة ذكر السحرة، فقل فرعون للملأ حوله ما أدوه عنه إلى غيرهم، وسورة الشعراء مكية كسورة الأعراف، وترتيب الاقتصاص يقتضي أن تكون قبلها، وفي السورة الثانية أخبر عما أداه عنه ملؤه إلى الناس الذين أجابوه بأن (أرجه وأخاه) فكان قول فرعون للملأ حوله سابقا قول الملأ