وَقد اخْتَار حكماء الْمُلُوك أَن لَا يستخدموا فِي مثل هَذَا إِلَّا أحد ثَلَاثَة
إِمَّا من تربى مَعَ الْملك وألفه
وَإِمَّا من رباه الْملك على أخلاقه
وَإِمَّا من رَبِّي الْملك فِي حجره
فَإِن هَؤُلَاءِ أهل الصدْق فِي موالاته ونصح فِي خدمته وعلو فِي حفاظه ورعايته وَمن أجل ذَلِك وَجب أَن يكون إحسانه إِلَيْهِم أَكثر وتفضله عَلَيْهِم أظهر ويتولى فعل ذَلِك بِنَفسِهِ وَلَا يكلهم إِلَى غَيره
فقد قيل فِي سالف الحكم إِنَّه لَيْسَ من استكره نَفسه فِي حظك كمن كَانَ حَظه فِي طَاعَتك
ثمَّ يتفقد من سوى هَذِه الطَّبَقَات بِحَسب مَنَازِلهمْ فِي خدمته فقد قيل من قضيت واجبه أمنت جَانِبه