{السّائِحُونَ:} السّياحة (?) هي رحلة الشّتاء والصّيف في الجهاد والحجّ وطلب العلم وزيارة المشايخ في بيوتهم وقبورهم، قال صلّى الله عليه وسلّم: (سياحة أمّتي الجهاد) (?)، وقال صلّى الله عليه وسلّم: (150 و) (الصّوم سياحة أمّتي) (?)؛ لأنّ [الصائم] (?) يلقى من الشّدّة ما يلقاه السّائح في الأرض (?).
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ:} بأنّ هذه صفتهم عند الله ورسوله مع ما يتعاطونه من الذّنوب سرا وجهرا.
113 - {ما كانَ لِلنَّبِيِّ:} اتّصالها بما قبلها من حيث سبق ذكر محافظة حدود الله (?).
عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لمّا حضر أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوجد أبا جهل وعبد الله ابن أبي (?) أميّة عنده، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب: أي عمّ قل: لا إله إلاّ الله، كلمة نجاح أشهد لك بها عند الله، وقال (?) أبو جهل وعبد الله بن أبي أميّة: أترغب عن ملّة عبد المطّلب، فلم يزل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعرضها عليه ويعاودانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم: على ملّة عبد المطّلب (?)، وأبى أن يقول: لا إله إلاّ الله، فقال النّبيّ (?) صلّى الله عليه وسلّم: والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنه، فأنزل الله الآية، وأنزل (?) في أبي طالب: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ،} الآية [القصص:56] (?).
وعن عبد الله بن مسعود أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج يوما وخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا، ثمّ تخطّى القبور حتى انتهى إلى قبر فجلس إليه فناجاه طويلا، ثمّ ارتفع نحيب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالبكاء فبكينا لبكائه صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقبل إلينا فتلقّاه (?) عمر فقال: ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكانا وأفزعنا؟ فأخذ رسول الله بيد عمر ثمّ أقبل إلينا (?) فقال: