والهور والانهيار: الميل، ومنه التّهوّر والهوارة، في الحديث: من أطاع ربّه فلا هوارة (?) عليه، وروي: من اتّقى الله وقي الهوارة (?).

110 - {بَنَوْا رِيبَةً:} أي: سبب ريبة (?).

{تَقَطَّعَ:} تفسخ (?)، فمن حمل الكلام على الغاية والتّوقيت قال: ترتفع الرّيبة عند تقطّع القلوب؛ لأنّ الارتياب في فعل الأحياء دون من هلك وتلاشى، ومن حمل على المبالغة والتّأكيد قال: يجوز بقاء الرّيبة مع تقطّع القلوب لجواز بقاء الحياة والعقل فيها بتبقية الله تعالى كحياة الشّهداء وحياة الذين يسألون في القبور، وهذا أشبه. ويمكن الجمع بين القولين بأن يحمل أحدهما في طائفة من المنافقين والآخر (?) في طائفة أخرى منهم.

111 - {إِنَّ اللهَ اِشْتَرى:} اتّصالها بما قبلها من حيث ذكر الرّجال الذين يحبّون أن يتطهّروا. عن عبد الله بن رواحة قال يوم البيعة: اشترط يا رسول الله لربّك ولنفسك، قال:

أشترط (?) لربّي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما (?) تمنعون منه أنفسكم وأهاليكم، قال: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: الجنّة، قال: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل، فأنزل الله بها (?) هذه الآية.

واشتراء الله من عباده [المؤمنين] (?) ما يملكه عليهم إنّما على سبيل التّفضيل واللّطف، وهو كالاستقراض منهم، وإيجاب الأجر لهم. أبو هريرة يحدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (تكفّل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلاّ الجهاد في سبيله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنّة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة) (?).

112 - {التّائِبُونَ:} أي: هم التّائبون، وقيل: رفع على المدح (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015