انهزمت هوازن ويئس الملعون (?) عن مشركي العرب خرج (?) إلى الشّام ليستنصر قيصر، وكان يأمر المنافقين ببناء هذا المسجد ويخبرهم بأنّه سيأتيهم بجنود لا قبل لأحد بها، فلم يمكنه الله سبحانه وتعالى من ذلك، وأماته بالشّام طريدا وحيدا (?). وابن أبي عامر الفاسق إنّما هو حنظلة غسيل الملائكة (?).
{إِنْ أَرَدْنا:} «ما أردنا» (?).
{إِلاَّ الْحُسْنى:} إلاّ استمالة أبي عامر ليرجع ويسلم، فكذّبهم الله تعالى.
108 - {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً:} قال مقاتل: أرسل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد نزول هذه الآية مالك بن الدخشم ومعن بن معدي وعامر بن السّكن ووحشيّا قاتل حمزة إلى هذا المسجد الظّالم أهله (?) فهدموه وأحرقوه، وأمر أن يتّخذ ذلك الموضع كناسة يلقى فيه الجيف (?).
وفيه دليل (?) لمحمّد على أنّ المسجد إذا خرب وتعطّل رجع إلى الملك، قال أبو يوسف: هم لم يكونوا بنوه على نيّة المسجد حقيقة.
{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ:} مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (?). وعن أبي سعيد الخدريّ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: هو مسجدي هذا (?)، يدلّ عليه (?) ما روى أبو أيّوب وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك أنّه لمّا أنزلت (?): {فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا معشر الأنصار إنّ الله قد أثنى عليكم في الطّهور فما طهوركم هذا؟ قالوا: نتوضّأ للصّلاة ونغتسل من الجنابة ونستنجي بالماء، قال: هو ذلك فعليكموه (?).
وقيل: إنّه مسجد قباء (?)، روي عن عبد الله بن الحارث أنّ أهل قباء أتوا (?) النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم