وحلف أبو لبابة أن لا يحلّ نفسه حتى يحلّه رسول الله فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحلف أن لا يحلّه حتى يأمر الله بأمره فيه (?). قيل: وكان أوّل أمر أبي لبابة أنّه خاصم يتيما إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عذق فقضى له به، ثمّ تشفّع إليه ليعطيه اليتيم فأبى، فقال: أعطه إيّاه ولك مثله في الجنّة فأبى، فانطلق إليه أبو الدّحداح واشتراه منه بحديقة له ثمّ أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [وقال] (?): أرأيت إن أعطه اليتيم ألي مثله في الجنّة؟ قال: نعم، فأعطاه (?) اليتيم، فكان صلّى الله عليه وسلّم يقول (?): كم من عذق مذلل (?) في الجنّة لأبي الدّحداح. ثمّ إنّ أبا لبابة أدركه شؤم هذه المعصية فخان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين استنزل بني قريظة وأشار إلى حلقه يخوّفهم بالذّبح، ثمّ تخلّف عن غزوة تبوك، ثمّ ألقى الله في قلبه التّوبة والنّدم فشدّ نفسه بالسّارية فبقي كذلك سبعة أيّام حتى غشي عليه، فأنزل الله فيه وفي أصحابه الآية (?).

{خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً:} كقولك (?): خلطت الماء واللّبن، ولو قلت:

خلطت الماء باللّبن، لجاز أيضا (?).

103 - {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ:} لمّا أنزل الله (?) توبة هؤلاء جاؤوا بأموالهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقالوا: هذه خلفتنا عنك فتصدّق بها، وتوقّف (?) في ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله (?). روي أنّه أخذ ثلث أموالهم وترك الباقي عليهم (?).

{تُطَهِّرُهُمْ:} خطاب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم (?)، وهو في تقدير الحال (?).

{سَكَنٌ:} سكينة وطمأنينة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015