لأنّه لو كان دعوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقال: سأدعوكم.
{أَوَّلَ مَرَّةٍ:} أي: أوّل مرّة لما بعدها (?). وقيل: أراد بأوّل مرّة كراهتهم الخروج في غزوة بدر. وقيل (?): أراد تخلّفهم عن الحديبية قبل (?) غزوة خيبر وفتح الطّائف، وهذا أقرب.
{الْخالِفِينَ:} المتخلّفين (?)، قال موسى عليه السّلام (?) لأخيه هارون: {اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} [الأعراف:142]، وقال الله تعالى: {مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} [الزّخرف:60].
84 - {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً:} نزلت في شأن ابن أبيّ بن (?) سلول، روي أنّه لمّا مرض مرضه الذي مات فيه دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحضر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: أما نهيتكم عن موالاة اليهود؟ قال: لم يوالهم سعد بن معاذ فمه (?)، ثمّ قال: إنما دعوتك لتستغفر لي ولم أدعك لتؤنّبني (?)، ثمّ سأله أن يعطيه قميصه الذي يلي جسده ليكفّن (?) فيه فأعطاه قميصه، فقيل: يا رسول الله أتعطي قميصك منافقا؟ قال (?): إنّ قميصي لن يغني عنه من الله شيئا وإنّي أؤمّل أن يدخل في الإسلام بهذا السّبب خلق كثير، فكان كما قال، أخلص وأحسن الإسلام يومئذ ألف من الخزرج (?).
{أَبَداً:} نصب على الظّرف (?).
و (القبر): الشّقّ في الأرض يدفن فيه الميّت (?).
والنّهي عن القيام على القبور؛ لأنّه فعل الأولياء والأحباب وأصحاب المصيبة والتّفجّع.
85 - {وَلا تُعْجِبْكَ:} خطابه، والمراد به كلّ واحد من أمّته (?).
86 - {أَنْ آمِنُوا:} ترجمة وبيان للسّورة.