82 - {فَلْيَضْحَكُوا،} {وَلْيَبْكُوا:} أمر كينونة وإلجاء لا أمر شرع وتعبّد بدلالة ذكر الجزاء (?).

وضحك الشّيء غاية ظهور جماله عند وجود مراده أو مسرّته أو شهوته أو حاجته الطّبيعيّة، يقال: ضحك الفجر إذا طلع، وضحك السّحاب إذا برق، وضحك الشّيب (?) إذا تبيّن، وضحكت الشّمس إذا ازداد ضوؤها، وضحكت الأرض إذا اكتست بالأنوار، قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (?)} (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) [عبس:38 - 39]. والبكاء ضدّ الضّحك، قال الله تعالى:

{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى} (43) [النّجم:43]، وقوله: {فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ} [الدّخان:29] (?).

83 - {فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ:} نزلت في غزوة تبوك قبل رجوع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة (?).

وإنّما قال: {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً} لمعنيين: أحدهما: الزّجر والمعاقبة، والثّاني: أنّه (?) لم يخرج بعد ذلك إلى غزوة حتى قبضه الله تعالى.

وقوله: {سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} [الفتح:16] مختلف فيه، قيل: دعاهم إلى الخروج مع عليّ بن أبي طالب في غزوة طيّئ، فخرج عليّ بهم وأغار على طيّئ وسبى ابنة حاتم الطّائيّ أخت عديّ فمنّ عليها (147 ظ) وأطلقها فتبعت أخاها وأخبرته بالقصّة ولم تزل به حتى حملته على (?) أن وفد على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا رآه قام بين يديه إكراما له، ولم يكن يقوم بين يدي أحد من المشركين، ثمّ خرج إليه من المسجد وأخذ بيده فذهب إلى الحجرة، فلمّا كان ببعض الطّريق استقبلته امرأة ترفع إليه حاجتها فجلس لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى سمع قصّتها وقضى حاجتها، ثمّ قام وانطلق مع عديّ إلى البيت، فاستدلّ عديّ بتواضعه على أنّه نبيّ وليس بملك جبّار، ثمّ عرض عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الإسلام فأسلم. وقيل: دعاهم إلى الخروج مع أسامة بن زيد إلى اليمن فتوفّي قبل خروجه وسرّحه أبو بكر مع القوم بعد ما تردّدوا في أمرهم وترفّعوا أن يكونوا تحت راية أسامة وسرّح مع عمر بن الخطّاب وخرج لمشايعته راجلا. وقيل: دعا أبو بكر إلى قتال طليحة بن خويلد الأسديّ ومسيلمة الكذّاب بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (?)، وهذا أصحّ؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015