كان قد بقي من مدّة بني ضمرة وهم من كنانة تسعة أشهر أوّلها غرّة ذي القعدة، فأمر الله نبيّه أن يتمّ إليهم عهدهم إلى مدّتهم، وقيل: فإذا انسلخ الأشهر الحرم في قوم (?) لم يكن لهم ذمّة فأجلهم رسول الله بخمسين يوما أوّلها يوم الحجّ الأكبر، وليس هذا بسديد؛ لأنّ من الحجّ الأكبر إلى انسلاخ المحرّم ثمانين يوما على (?) التّخمين. وكان صلّى الله عليه وسلّم قد بعث أبا بكر إماما للنّاس في الحجّ ونزل (?) جبريل عليه السّلام وأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يبعث رجلا من أهل بيته بثلاث عشرة آية من أوّل هذه السّورة إلى الموقف والمنحر ليقرأ على النّاس، فبعث عليّا فقرأها عليهم، قالوا: برئنا منك ومن ابن عمّك وبرئتما منّا إلاّ من الضّرب والطّعن، ثمّ ندموا وأقاموا على العهد المذكور إلى أن دخلوا في الإسلام أفواجا (?).

(براءة): خبر ابتداء محذوف، تقديره: هذه براءة، كقوله (?): {سُورَةٌ أَنْزَلْناها} [النّور:1] (?). وقيل: (براءة): مبتدأ، {إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ} خبره (?)، وكذلك (سورة)، (أنزلناها): خبره (?).

وإنّما أسندت المعاهدة إلى المؤمنين؛ لأنّ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمر المؤمنين واحد (?).

2 - {فَسِيحُوا:} تمهيل. والسّياحة هو الضّرب في الأرض (?).

3 - {وَأَذانٌ:} إعلام (?).

{الْحَجِّ الْأَكْبَرِ:} من الحجّة المعروفة ذات الوقوف، والحجّة الصّغرى هي العمرة.

وقيل: (الأكبر): صفة اليوم، وهو يوم عرفة فإنّ الوقوف فيه. وقيل: هو يوم النّحر لاشتماله على الرّمي والنّحر والحلق وطواف الزّيارة، ثمّ غلب هذا الحجّ على حجّة أبي بكر سنة تسع وحجّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وسمّيت بحجّة الوداع (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015