«مدنيّة كلّها» (?). وعن مجاهد أنّها آخر ما نزلت (?). وعن عطاء عن ابن عبّاس: سور القرآن مئة وثلاث عشرة، فكأنّه عدّ الأنفال والتّوبة سورة واحدة. وقال (?) ابن عبّاس: قلت لعثمان:
ما لكم عمدتم إلى الأنفال (?) وهي من (?) المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم (?) بينهما ولم تكتبوا سطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم، قال (?): لأنّ سورة التّوبة آخر القرآن نزولا (135 ظ) وقصّتها تشبه بقصّة سورة الأنفال، فقبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يبيّن لنا حكمها فقرنّا بينهما ولم نكتب بسم الله الرّحمن الرّحيم (?)، وكذلك روى القاضي أبو عاصم عن أبيّ بن كعب (?). وهي مئة وثلاثون آية في غير عدد الكوفة (?).
1 - {بَراءَةٌ مِنَ اللهِ:} إنّ الله كان (?) قد أنزل على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم في أوّل ما أنزل بالمدينة قوله:
{وَإِمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ} [الأنفال:58]، فكانت ذمم (?) النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منعقدة على هذه الشّريطة، فلمّا فتح الله مكّة وانسلخ شهر رمضان ودخل أشهر الحجّ الأكبر وكثر من القبائل مكرها وغدرها ونكثها أمر الله تعالى نبيّه (?) أن ينبذ إليهم عهودهم ويعلمهم ذلك ليكونوا على سواء، وأمرهم أن يردّوا العهود الزّائدة على أربعة أشهر إلى أربعة أشهر، وبرفع (?) العهود النّاقصة إلى أربعة أشهر أوّلها غرّة شوّال، وقيل: أوّلها يوم الحجّ الأكبر وذلك اليوم العاشر من ذي القعدة، وكان الموسم انتقل إلى ذلك الوقت بنسيء الكفّار، وآخرها انسلاخ الأشهر الأربعة المحرّمة بالذّمّة والعهد، وقيل: انسلاخ الأشهر الحرم (?) انسلاخ رجب،