{إِلى فِئَةٍ:} قال ابن عبّاس (?): إنّها الكتيبة العظمى في المعركة، وعن أبي سعيد الخدريّ أنّهم لو تحيّزوا إلى فئة في دار الإسلام لم يكونوا منهزمين (?). قال ابن عمر: خرجت سريّة، وأنا فيهم، ففرّوا، فلمّا رجعوا إلى المدينة استحيوا من النّاس، فسألوا رسول الله: أنحن الفرارون؟ قال: بل أنتم العكّارون وأنا فئتكم (?). «قال ثعلب: العكّارون: العطّافون» (?).

ثمّ يحتمل أنّ الآية مجمل لا يمكن العمل بظاهرها، وتفسيره: {مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ} [الأنفال:65]، ويحتمل أنّها كانت عامّة يمكن العمل بظاهرها (?) عند الإتيان على النّفس ثمّ خصّصها قوله: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ} [الأنفال:65]، ثمّ نسخت تلك الآية بقوله:

{الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ} [الأنفال:66] (?).

17 - {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ:} نفي هذه الأفعال عن فاعلها وإسنادها إلى الله من جهة وقوعها يومئذ معجزة إلهيّة خارجة عن طوق البشر والرسم الموضوع المعهود (?).

روي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخذ كفّا من حصى الوادي يوم بدر ورمى به في وجوه القوم وقال:

شاهت الوجوه (?). وروى الزهريّ عن ابن المسيب أنّه صلّى الله عليه وسلّم رمى يوم أحد أبيّ بن خلف (?). وعن عبد الرّحمن ابن جبير أنّه صلّى الله عليه وسلّم دعا بقوس في محاربة اليهود فرمى عليها بسهم إلى الحصن فأصاب كنانة بن أبي الحقيق وهو على فراشه فقتله (?).

{وَلِيُبْلِيَ:} معطوف على مضمر، تقديره: ليهلكهم (?) وليبلي المؤمنين.

18

و19 - {ذلِكُمْ:} الذي سمعتم حقّ أو صدق واعلموا أنّ الله (?). ويجوز أن يكون (ذلكم) في محلّ النّصب بإضمار اعلموا (?). (131 ظ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015