أنّه طرح (?) على باب من أبواب المسجد، وكان لمسجدهم اثنا عشر بابا، لكلّ سبط باب، فتخاصم الناس وتحاكموا إلى موسى عليه السّلام، فحكم بحكم القسامة (?)، وهو في التوراة على نحو ما في شريعتنا، غير أنّهم كانوا متعبّدين (?) في ما يروى بأن يضعوا أيديهم على بقرة مذبوحة، ثمّ يحلفوا بالله الذي لا إله إلا هو إله بني إسرائيل ما قتلناه وما علمنا قاتله، فلمّا وقعت هذه الواقعة أبوا إلا تعيين القاتل، ولم يدفنوا المقتول أيّاما، وآل بهم الأمر إلى الاختلاف والاقتتال، فلمّا طال الشرّ شكوا إلى موسى عليه السّلام، فوعدهم الله تعالى إحياء المقتول على شريطة ذكرها في هذه الآي لتبيين القاتل، ويكون ذلك آية على البعث والنّشور، فاتّهموا نبيّ الله، وغلوا في دين الله، وما كادوا يأتون بالشريطة لكثرة تمرّدهم وتردّدهم، ثمّ قست قلوبهم من بعد مشاهدة الآية، أو وقوع العلم بها، فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة، على ما وصفه الله تعالى (?).
و (إذ): ظرف على ما تقدّم، ويحتمل أن يكون العامل فيه {قالُوا.}
ويحتمل أن يكون التقدير في (قالوا): فقالوا، إلا أنّه أسقط حرف العطف لاستقامة الجواب بذاته كما في قوله: {قالَ [فِرْعَوْنُ] (?)} وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (23) قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، الآيات [الشعراء:23 - 24] (?).
{بَقَرَةً:} واحدة البقر (?). "والبقر: اسم الجنس" (?)، والجمع: باقر وبقور (?).
وفي الآية دليل على ثبوت العموم؛ لأنّ تقديرها: أن تذبحوا بقرة ما (?)، كما تقول للغلام:
ناولني حصاة، وادع لي رجلا، فحملوه على طريق الإجمال، ولم يتسارعوا إلى الائتمار والإقبال، فزلّوا وأضلّوا (?). وقال صلّى الله عليه وسلّم: (والذي نفس محمّد بيده لو اعترضوا على أيّة بقرة كانت فذبحوها