الصيد في الحرم فلا ينفر، فاعتدوا في سبتهم حرصا وشرها، فمسخهم الله قردة خاسئين (?). قال ابن عبّاس: اعتداؤهم حقيقة الاصطياد في يوم السبت (?). وقال الحسن: كانوا يرسلون (?) الشصوص في آخر يوم الجمعة، وكانت الحيتان تعلق بها يوم السبت، فيأخذون يوم الأحد (?)، وكانوا منهيين عن الحيل، ثمّ وضع الإصر عن هذه الأمّة وأباح الحيل في ما لا يستقبح.
وفي لفظة (?) (قد) نوع (?) تأكيد لإثباته الفعل الواقع حيثما كان، ولا يدخل على الأفعال المجزومة؛ لأنّها ليست بواقعة، ولا (?) على الأفعال التي أكّدت بالنون لاستثقال التأكيدين (?).
والقسم مقدّر فيه فكأنّه قيل: والله لقد علمتم (?).
و (العلم): رؤية تنفي الجهالة، أو رؤية تعمّ (?) الغيب والشهادة. ويتعدّى (?) إلى مفعول واحد كقولك: علمت (?) الخير والشرّ (?)، وإلى مفعولين كقولك: علمته (?) كذا.
{فِي السَّبْتِ:} أي: في يوم السبت (?)، وقيل (?): في استخفاف شأن السبت. والسبت:
الذي يلي الجمعة (?)، وهو مصدر (?) لقوله: {وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ} [الأعراف:163]، وهو عبارة عن الفراغ والاستراحة، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً} [النبأ:9] (?).
{فَقُلْنا لَهُمْ:} حقيقة القول عند أهل السنّة.