38 - {قُلْنَا اِهْبِطُوا مِنْها:} كرّر الهبوط؛ لأنّ الأوّل كان من الجنّة إلى السماء في ما يروى، والثاني من السماء إلى الأرض (?). وقيل (?): لتبيين الحال التي يقع عليها الهبوط؛ هذا الهبوط على أنّ من {تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ،} والهبوط الأوّل على عداوة بعضهم لبعض، فلمّا كان لهم حالتان عند الهبوط (10 و) ذكر الهبوط مرّتين، كقولك: اذهب إلى فلان سريعا وقل له كذا وكذا اذهب مخفيا. وقيل (?): للتوكيد. وقيل (?): لأنّه خطاب خاصّة؛ لأنّه يعقبه (?) قوله: {فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً.}
وهو خطاب لهما والمراد ذرّيّتهما (?).
(فإن يأتكم) (?): ودخول النون في الشرط للتأكيد لمراعاة اللفظ؛ لأنّ حرف (ما) يشبه حروف القسم؛ لأنّ له حظّا في القسم بدليل أنّه يجاب به عن القسم فيقال: والله ما قام زيد (?).
وقيل (?): الجزاء إذا جاء في الفعل معها (?) النون الثقيلة أو الخفيفة لزمتها (ما) للتأكيد.
وفتحت الياء لالتقاء الساكنين عند سيبويه (?)، وعند غيره كاسمين ركبا مثل: خمسة عشر.
{مِنِّي هُدىً:} كتاب ورسول (?)، وقيل (?): وحي وشريعة.
قال القتبي: في التوراة: أنزل الله على آدم عليه السّلام تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وحروف المعجم في إحدى وعشرين ورقة هو أوّل كتاب كان في الدنيا حذا (?) الله عليه الألسنة كلّها.
{فَمَنْ تَبِعَ:} شرط ثان جوابه {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ،} فصار الجملة جزاء للشرط الأوّل (?).