المبحث الثاني
الكتاب
خلت نسخ الكتاب المخطوطة من مقدمة للمؤلف يذكر فيها اسم كتابه ومنهجه فيه. وقد ثبت على صفحة العنوان في نسخة الأصل أن اسم الكتاب: (درج الدّرر في تفسير القرآن العظيم)، والاسم المثبت على صفحتي العنوان في نسختي ك وب: (تفسير القرآن العظيم المسمى بدرج الدرر)، وفي نسخة ع: (درج الدرر تفسير القرآن العظيم)، وهي متقاربة جدّا.
وأجمعت النّسخ الأربع على نسبة الكتاب إلى عبد القاهر الجرجانيّ.
وأول من ذكر اسم الكتاب حاجي خليفة ولكنه لم يجزم بنسبته إلى عبد القاهر الجرجانيّ، قال (?): «درج الدرر في التّفسير، مختصر للشيخ عبد القاهر الجرجاني ظنّا»، وظنّ حاجي خليفة لا يبدو قائما على تثبّت أو اطّلاع على مادّة الكتاب؛ لأنّه كان قبل ذلك أدرج ضمن التّفاسير «تفسير عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني»، ولكنّه ذكر أنّه «مختصر في مجلد ولعلّه تفسير الفاتحة» (?). وقوله هذا دليل على عدم اطّلاعه على الكتاب، إذ لو كان ذلك لعرف أنّه ليس تفسير الفاتحة.
وذكر إسماعيل باشا البغداديّ ضمن تصانيف عبد القاهر الجرجانيّ «درج الدّرر في تفسير الآي والسّور، دلائل الإعجاز في المعاني والبيان، شرح الفاتحة في مجلّد» (?)، وهذا يعني بوضوح أنّ (درج الدرر) غير تفسير الفاتحة.
والعنوان الذي ذكره البغداديّ للكتاب يبدو الأقرب إلى طريقة كثير من القدماء في إطلاق تسميات مسجوعة على تآليفهم، ولكنّ نسخ المخطوطة الأربع لم تذكر العنوان بهذه الصّيغة، ولعلّ البغداديّ اطّلع على نسخة، أو نسخ أخرى من الكتاب لم تصل إلى خزائن مكتبات المخطوطات العامّة.
وفي أثناء تحقيق الكتاب تكشّفت لي قرائن مهمّة تؤيّد الشّكّ في صحّة نسبة الكتاب إلى عبد القاهر الجرجانيّ، وتفصيلها على النحو الآتي: