وواحد الملائكة: ملك، وفي الأصل: ملأك، مقلوب من: مألك، فقلبت (?) الهمزة استخفافا فقيل: ملك، مأخوذ من المألكة وهي الرسالة (?).
وقوله: {إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} دليل على ثبوت صفات الفعل قبل المفاعيل.
(خليفة): آدم وذرّيّته (?)، والهاء للمبالغة والتأكيد (?). وهذا اسم لمن يخلف الغير ويقوم مقامه في ما أسند إليه (?)، وآدم خلف الملائكة في اتّخاذ الأرض مسكنا (?).
{قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها:} أتخلف (?) فيها. والألف ألف الإيجاب (?)، كما قال جرير (?): [من الوافر]
ألستم خير من ركب المطايا … وأندى العالمين بطون راح (?)
واستخبارهم على وجه الاستسلام والتعرّف دون الإنكار، كأنّهم قالوا: يا رب إن كان هذا ظنّنا (?) فعرّفنا وجه الحكمة فيه (?).
وإنّما علموا الفساد وسفك الدماء بإخبار الله تعالى في رواية السدّي (?)، وبالقياس (?) على الجانّ في رواية الضحّاك. وقيل (?): إنّ إبليس كان منهم في الخلقة ومن (?) الملائكة في الرتبة (?)، فسلّطه الله بمن معه من الملائكة عليهم حتى أفسدوا وسفكوا الدماء فأجلوهم إلى الجزائر والخراب من الأرض.